بسمِ اللَّه ، والصلاةُ والسَّلامُ على رسُولِ اللَّهِ :
وبعدُ :
فهذا تصحيحٌ لمعلومةٍ وقعتْ خطأً في " تدريب الراوي " [2 /179]
تتعلق بإدخال اسم كتابٍ في آخرَ
قال الإمامُ السُّيُوطيُّ ـ رحمه اللَّه ـ في معرضِ كلامِهِ على الحديثِ المتواترِ :
" قد ألَّفتُ في هذا النوعِ كتاباً لم أُسبقْ إلى مثلِهِ ، سمَّيتُهُ " الأزهارَ المتناثرة في الأخبارِ المتواترة " مرتَّباً على الأبوابِ أوردتُ فيه كلَّ حديثٍ بأسانيدِ من خرَّجه وطرقه ، ثم لخَّصتُهُ في جزءٍ لطيفٍ ، سمَّيتُهُ " قطفَ الأزهارِ " ، اقتصرتُ فيه على عزوِ كلِّ طريقٍ لمن أخرجها من الأئمَّةِ " . انتهى .
وهذا خلافُ منهجِهِ في جزءِ " الأزهارِ المتناثرة " ؛ فإنَّ هذا الجزءَ مجرَّدٌ من الأسانيد ؛ وهو نفسُهُ " قطفُ الأزهار " لا مختصره ، وإنما الأصل الحاوي للأسانيد واختلاف المتون هو كتاب " الفوائد المتكاثرة " ، وليس جزءاً .
فقال في تقدمةِ " الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة " [ق /1ـ أ] :
" فإنِّي جمعتُ كتاباً وسمَّيتُهُ " الفوائدَ المتكاثرة في الأخبارِ المتواترة " ، أوردتُ فيه ما رواه من الصحابةُ عشرة فصاعداً مُستوعباً طُرُق كلَّ حديثٍ وألفاظِهِ في كتابٍ حافلٍ لم أُسبق إلى مثلِهِ ؛ أى لأنَّه لكثرةِ ما فيه من الأسانيدِ إنما يرغب فيه من له عنايةٌ بعلمِ الحديثِ والاهتمامِ ، وقليلٌ ما هُمْ ؛ فرأيتُ تجريدَ مقاصدِهِ في هذه الكرَّاسة ليعمَّ نفعُهُ ، بأن أذكرَ الحديثَ وعدَّةَ من رواه من الصحابةِ مقروناً بالعزو إلى من خرَّجه من الأئمَّةِ المشهورين ، وفي ذلك نفعٌ للمبتدئين ، وسمَّيتُهُ أيضاً " قطفَ الأزهارِ المتناثرة " ، ورتَّبتُهُ على الأبوابِ كأصلِهِ " . انتهى .
وعلى كون " الأزهار المتناثرة " سميَّاً لـ " قطف الأزهار : فقد طُبِعَ بالمكتب الإسلامي تحت اسم " قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة " عام 1405هـ ، بتحقيق الشيخ خليل محيي الدين الميس .
وإن كان الأولى أن يُسمَّى بالأولِ أعني " الأزهارَ المتناثرة " لتحقُّقِ ذلك على جميع طُرَرِ النُّسَخِ الخطيِّةِ ، اللَّهم إلا إذا وُجِدَتْ نسخةٌ قُيِّدَ ذلك على طُرَّتِها .
ولم أطَّلع على هذه الطبعةِ وإنما توصَّلتُ إليها بالبحثِ .
والحمد للَّه ربِّ العالمين .